رمضان .والمغترب.....

من طرف **sami** الإثنين أغسطس 09, 2010 4:12 am

السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته

رمضان والمغترب

ياريت الغربه ترحمنا تنسينا تريحنا ترد الروح وتشفيها
لا عشرة عمر هنتنا ولا الاحلام نادتنا اماني كنا نبنيها
ياغربه مالها معنى تفرقنا وما تجمعنا ولا تحلى ليالينا

كلمات لامست الخفوق واحببت بان تكون مدخلا للموضوع :

رمضان بدا بطرق الابواب علينا والجميع بدا يعد العده كلا على طريقته

فمرحبا بك ياشهر الرحمه والمغفره والعتق من النار

مرحبا بك ياشهر الخير في غربتنا نستقبلك كل عام بنفس الحال ونبتدي بك وننتهي بك
وكل رمضان والحال هو الحال يامعشر المغتربين

فكم هي الاماني التي نمني بها النفس ((فلكل مناسبه ذكرى مؤلمه ))
ومع
دخول الشهر الكريم . يفر المغترب شريط ذاكرته الى الخلف وبكل حسره يتذكر
رمضان بدون الغربه عندما كانت القريه او المدينه هي الحضن الدافئ الذي
يحتضنه في هذا الشهر بين اهله واحبابه واصدقائه .

فيجني ثمر تلك الايام بحلوها ومرها الذي حلا له بعد ان ساقته الاقدار الى حضن الغربه التي تحتضنه بمرها وحلاوتها المره .
وبعد التعمق الكثيف بتلك الايام نلاحظ الفروقات التي طرت علينا في الحياه وما اصعبها .

فعندما
نتذكر اول ايام رمضان في القريه التي لا تتغير بها حياة ناسها البسطاء في
رمضان وبداية مع انطلاقة صوت المؤذن (( أحمد محي الدين )) بصوت
الله اكبر الله اكبر معلنا للناس القيام لتناول وجبة السحور (قوموا تسحروا
يرحمني ويرحمكم الله نهاية الاذان تقال هذه الكلمات
ومع
انطلاق صوت المؤذا تبدا دبيب الحركه في البيوت كانها خلايا نحل لتجهيز ما
تملا به البطون ومع لمة الاهل جميعا والصغير قبل الكبير (لان جميع الاطفال
لا يفوتون السحور)
مثلما كان هو الحال بنا واحنا جهال
فنبدا
بتناول السحور واكل ما لذ وطاب وعند الانتهاء ياتي الدور اعزكم الله على
الحمام للوضوء فبدا بالكبير وانتهاء بالصغير وبعدها نترقب ذاك الصوت الذي
تعد له الدقائق والثواني صوت المؤذن معلنا الاقلاع عن الاكل والشرب والبدء
بانطلاق يوم صيام جديد فنذهب الى المسجد الاداء صلاة الفجر وقرات ما تيسر
من القران الكريم وبعد الصلاة يبدا العمل والعباده في نهار رمضان ولا
للنوم ليس متواجد في قاموس اهل القرى
فمنهم من يذهب للبتله

ومنهم
من يبز المجرفه والمفرس ويروح يسقي القضب والبعض يحزم امتعته ويجري وراء
غنمه والذهاب بها الى رؤوس الجبال للرعي ( والبعض يتجهون الى
الوادي والسوق لاحضار القات )

الذي ينتظره المولعي بفارغ الصبر فتمر الساعات على الناس
وصياح الجهال في كل شارع

وكلا في فلكه الخاص ويجد ما يشغله الى ان يحين اذان الظهر
فتذهب
الناس الى المسجد لاداء الصلاه وبعدها يرجع الناس الى البيوت منهم من يغفي
عينه قليلا بعد عملا شاق (الا بعض من الناس طول النهار من شارع الا شارع )ههههه
الا
ان تحين صلاة العصر وبعد اداء الصلاه في المسجد وفي هذا الوقت تزداد حركة
الناس
في الشوارع ويجتعموا اغلبيتهم في ساحة القريه عند دكان ابو محمد وهناك
تشاهد السيارات الوافده الى القريه محملة بالخضروات والفواكه
والدجاج والغاز

والكثير والبعض يجيب ملابس والعاب للاطفال .دكاكين متنقله على سيارات وظهور
البعض . وتتهاهفت عليهم الناس من كل حدب وصوب (واصحاب الدكاكين ينظر الى اصحاب
السيارات بعيون الحسره والندم والضبح ويسير يشاتم وهو قدو ضبح جوع وضبح بيع )
وكلما
ساقتك اقدامك الى خارج البيت للذهاب برفقت اصحابك اذا باقدامك تسوقك مرة
اخرى الى البيت والدخول الى الديمه لمشاهدة الحركه التي تتم بها
والاستمتاع بالروائح الزكيه التي يسيل لها اللعاب .
والموالعه تتوافد على ابوضيف الله وابو رضوان وابو هاني اللي يحجز القات واللي ياخذه قبل الفطور لكي يحلا له الفطور .

وماهي الا ساعات ومع غروب الشمس

واقتراب اذان المغرب يتجه الناس الى بيوتهم لاخذ الفطور والذهاب به الى المسجد وعند الدخول الى صرح المسجد تشاهد الناس ملتمه على صحون مختلفه مثل الشفوت والمعصوب

بسمنها
والعسل والبصل والبقل والسمبوسه والتمر وينتظرون بفارغ الصبر دقات
المكرفون لكي يبدا المؤذن بالاذان معلعنا الفطور وعند انطلاق الصوت الذي
ينتظر جميع الصائمين تختفي الاصوات ومعاد تسمع الا للصم ومشاهدة الايادي
بين نازله الى الصحه وطالعه الى اللقف
دقائق
بسيطه بعدها تقام الصلاه ومن ثم الذهاب الى البيت لاستكمال ما تبقى من
الفطور وفي البيت تقدم العصيد اولا وبعدها الشربه البلدي مع السمن البلدي
وبعض الماكولات برفقة جميع الاهل وصياح الجهال وبعدها وقت قليل لكي تستريح
المعده الى ان يحين اذان العشاء فيذهب الناس الى المسجد وبعد الصلاه
والتراويح ينتهي يوم من ايام رمضان الغير مولعي برجوعه الى البيت والدخول
بين الفراش ونوم العافيه الى وقت السحور.

ويبتدي
يوم المولعي بالاجتماع في احد دياوين اهل القريه والمتعارف عليه وصاحب
القلب الكبير الذي لا يكل او يمل من الناس مهما كانت الظروف (ابو ناجي )
الله يذكره بكل خير
واول الحاضرين ملح القريه (كبار القريه) حفظهم الله ورعاهم
الذي
لا تحلو التخزينه الا بوجودهم وهذا الوقت يعتبر من اجمل الاوقات الرمضانيه
ويبدا الصياح ومناقشة الاوضاع السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه وكل
مجالات الحياه لا بد من خوضها مع مداخلات الاخ علي التي تدخل الى القلب
بسهوله خلال تلك الساعات الا ان ياتي منتصف الليل فيذهب الناس الى بيوتهم
لاستكمال ما تبقى من الليل برفقة من بقاء من اهله سهران .

وهكذا
تستمر الحياه خلال شهر رمضان مثل اول ايامه الى ان تاتي العشر الاواخر
وياتي بعض الاختلاف باقامة صلاة القيام من الواحده ليلا الى قبل صلاة
الفجر بنصف ساعه والسحور ياتي الى المساجد من اهالي القريه
وهكذا هو رمضان الماضي الجميل الذي كنا نعيشه والذي نحاول في غربتنا توقيت اجازاتنا لهذا الشهر
ورمضانك يامغترب ماذا ترى فيه غير العمل والاكل بدون طعم ولا لون ولا رائحه . ورمضانك يامغترب ليس كما ترعرت عليه .

اللهم بلغنا رمضان واعنا على صيامه وقيامه وبارك لنا فيه

أخواني
الاعزاء : هو الشوق الحنين للاهل والوطن استرجعت ذاكرتي الى الماضي الجميل
فاترك لكم هذه الصفحه لم اراد واحب للذكرى حروفا يسطرها في منتديات تاج الدين
من غربة تؤرق مضاجعنا ولكن يبقى للامل نقطة ضوء صغيره تدفعنا للاستمرار في
الحياه بكل المها وقسوتها علينا نحن معشر المغتربين الذي تمر الايام علينا
والسنين
ورمضان وراء رمضان وعيد وراء عيد بسنواتها العجاف

وكل عام وانتم بخير